الأدب الشعبي

Abstract

يشكل الأدب الشعبي أحد الروافد المعرفية والبحثية المساهمة في تفعيل ذلك التلاقح بين الرسائل التعبيرية السالفة والجيل المسقبِل/ الحالي ، ليكون مرام القصد تبيان الماهية والخصوصية التي يتفرّد بها الأدب الشعبي عن غيره من الآداب؛ مضامينه الرئيسية ؟ وكيف ساهم الشعر في تفنّن الانسان فكريا وممارساتيا ؟ وأين هي الخيوط الرئيسية في المعالجة الموضوعاتية للشعر الشعبي ؟ يتراءى الأدب الشعبي في تميّزه الفرداني المكوّن لملامح تشكّله فريدا عن غيره ، فهو المختلف عن الأدبيات الرسمي ، وهو الأدب المتضمن في عوالم الفولكلور وهو تمثّل حيوي من تمثّلات الثقافة الشعبية ، وتقتضي المساءلة النقدية تتبع المناهج التي تمكّن من ملامسة مستويات السرد التراثي الذي لم يصل لمستوياته الحالية إلا بعد مروره في رحلة نضج مسّ جميع المحطّات اللغوية والايقاعية والتخييلية والدلالية ، ليبرز الفن الملحمي كتقعيد تأسيسي يُرسِّم بدايات البوح والوعي بسلطة الكلمة عبر ذلك التشّكّل في القالب الشعري بما يحمله فنّ الشعر من بلاغة وإيقاع وتصوير ، ثم تأتي السير الشعبية بما فيها من خصوصية لتؤكّد استمرارية الحكي كعنصر تواصلي ، تحتفي به الشعوب . تعددت ألوان البوح/المنجز الشعبي الذي ارتسم بعضه شعرا ، كما وجدناه نصوصا مختزلة وموجزة تمثّلت في عوالم الأمثال والألغاز الشعبية بما تحمله من تكثيف رمزي يتغنى بالحكمة المرصّعة بالأسرار؛ وقد شكّلت المواضيع التي احتواها الشعر الشعبي مناط البحث ، فتراءى الشعر سابحا في كلّ البحور ، من بحر المحبة إلى بحر المعرفة إلى بحر الوطن إلى بحر العشق والغرام إلى بحر الأفراح والمناسبات ..لتتعدد الأبحر والجمال واحد والغرقى كثر ..هي وقفات تروم استكناه الجمال عبر تتبّع طرائق الطّرح الأدبي وتلوّنات الأسلوب في المقالات الفنّية والمقامات الشعبية .